الخيانة الزوجية: نزوة عابرة أم سقوط في الهاوية؟

وكالة الصحافة العراقية7 مايو 2025Last Update :
وكالة الصحافة العراقية

بقلم: حنان الحجيمي

في حياة لا تخلو من التحديات اليومية، تبقى العلاقات الزوجية واحدة من أكثر الروابط البشرية تعقيدًا وحساسية، لأنها تقوم على أسس متشابكة من الثقة، الحب، الالتزام، والاحترام المتبادل. لكن ماذا يحدث حين تُخدش هذه الثقة؟ حين تَهوى الشراكة في لحظة ضعف؟ وماذا عن خيبة الأمل بعد الانفصال، حين تكتشف الزوجة أن الشخص الذي خانت زوجها لأجله لا يساوي شيئًا مقارنة بالرجل الذي فقدته؟

نزوة بثمن العمر

الخيانة، كما يراها الكثير من علماء النفس، ليست مجرد انحراف عن المسار العاطفي، بل هي اختلال في منظومة القيم، وانكسار داخلي قد يبدأ بلحظة إهمال أو فراغ عاطفي، لكنه ينتهي غالبًا بندم ثقيل وألم مزدوج.

في قصة تتكرر كثيرًا — وإن اختلفت الأسماء والتفاصيل — تروي لنا “س”، امرأة في نهاية الثلاثينات، كيف انجرفت خلف كلمات رجل غريب أغراها بالاهتمام والعاطفة، في وقت كانت تعاني فيه من فتور العلاقة مع زوجها. تخلّت عن عشرة عمر دامت 12 عامًا، تركت بيتها، وأقدمت على الطلاق وهي مقتنعة أن البديل سيكون الجنة الموعودة.

لكن سرعان ما تبددت الأوهام. تقول: “ظننته فارسًا، فإذا به مجرد ظل لرجل. اكتشفت أنه لا يحمل مسؤولية، ولا يحترم التزاماتي، وأن كل ما قاله كان استهلاكًا لحظيًّا… حينها فقط، أدركت من هو الرجل الحقيقي الذي خسرته.”

خسارات لا تُعوّض

الانفصال بعد الخيانة لا يكون خسارة لشخص واحد فقط. إنه انهيار لمنظومة أسرية بأكملها، غالبًا ما يدفع الأطفال ثمنها الأكبر. والأدهى، أن من تُخاطر المرأة من أجله، أو من يخاطر الرجل من أجلها، لا يكون على مستوى العلاقة ولا يستحق حتى جزءًا مما تم التخلي عنه.

الزوج الخائن أو الزوجة الخائنة قد يكتشفان — ولكن بعد فوات الأوان — أن النزوة كانت خديعة مدمرة، وأن الشريك الذي تم الاستغناء عنه كان الأوفى، والأصلح، والأكثر نُبلاً.

أين الحل؟

من الضروري أن نعيد الاعتبار للحوار داخل العلاقات الزوجية. أن نؤمن بأن كل علاقة تمر بمنعطفات صعبة، وأن البحث عن الحلول داخل البيت أولى من القفز خارجه. كما أن دور المستشارين الأسريين والنفسيين بات أكثر أهمية من أي وقت مضى.

الخيانة ليست فقط خطأ، بل قرار قاتل. والانفصال ليس دائمًا نهاية، لكنه غالبًا درس قاسٍ لا يُنسى.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

أخبار عاجلة