احمد العيسى
في الثالث من أيار من كل عام، يقف العالم إجلالاً للكلمة الحرة، ويحتفي بيومٍ بات عنواناً للنضال السلمي من أجل الحقيقة: اليوم العالمي لحرية الصحافة. وبهذه المناسبة العزيزة، نتقدم بأسمى آيات التهاني وأصدق التبريكات إلى زملائنا الصحفيين، لا سيما العراقيين منهم، الذين يواصلون حمل مشعل الحقيقة وسط تحديات لا تُحصى، ويمضون في أداء رسالتهم السامية بقلم لا يرتجف وعدسة لا تخاف.
لقد كانت الصحافة، وما زالت، حجر الزاوية في بناء المجتمعات الحرة، ولسان الضمير الحيّ الذي لا يسكت أمام فساد، ولا يساوم على وطن. ومن خلال سعيها الدؤوب لكشف الحقائق وإيصال صوت الناس، أصبحت سلطة رابعة بالفعل، تمارس دورها الرقابي والتوعوي، وتسهم بفاعلية في تكريس مبادئ العدالة والشفافية. وفي العراق، رغم المحن، استطاع الإعلام أن ينهض من تحت الركام، ويبني مشهداً إعلامياً ناضجاً، متعدد الأصوات، يعكس تطلعات شعبه ويصون تجربته الديمقراطية.
نحن نُحيّي كل صحفي وصحفية، واجهوا المخاطر في سبيل أداء واجبهم، ونعاهدهم بأن تبقى حرية الصحافة رايةً مرفوعة، لا تُنكس أمام محاولات الترهيب أو التكميم. فالصحافة ليست مجرد مهنة، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية، ومنبرٌ لإعلاء صوت المظلوم، وحائط صدّ في وجه الاستبداد والتضليل.
كل عام وصحافتنا أكثر حريةً وكرامة.
كل عام وصوت الحقيقة أقوى.