علميا يطلق عليه المرأة الحامل بين التحولات النفسية والتخيلات الذهنية

وكالة الصحافة العراقية16 أغسطس 2025Last Update :
وكالة الصحافة العراقية

بقلم: الدكتور أحمد العيسى/ النجف الأشرف

تمرّ المرأة الحامل خلال فترة الحمل برحلة مليئة بالتقلبات، ليس فقط على المستوى الجسدي الذي يعرفه غالبية الناس من تغيرات في الشكل والوزن والهرمونات، بل أيضًا على الصعيد النفسي الذي قد يظل غامضًا لدى الكثيرين. هذه التغيرات النفسية لا تقتصر على مشاعر الفرح والقلق المعتادة، بل تتجاوزها أحيانًا إلى عالم واسع من التخيلات والتصورات التي تُسيطر على ذهن الحامل، لتشكل ما يشبه عالمًا موازيًا تعيشه خلال أشهر الحمل التسعة.

دراسة مقتضبة نشرها موقع «تيرا» البرازيلي على الإنترنت، ألقت الضوء على هذه الظاهرة، معتبرة أن التخيلات أفضل من الوقوع في براثن المرض النفسي، فهي تمثل متنفسًا نفسيًا للمرأة الحامل، تجمع بين قلقها على صحتها وصحة جنينها، وبين رغبتها في الاحتفاظ بسلامها الداخلي وسط العاصفة الهرمونية.

مخيلة خصبة بين الواقع والخيال

تشير الدراسة إلى أن المرأة الحامل تصبح ذات مخيلة خصبة، تختلط فيها الأفراح بالهواجس، والتوقعات بالأحلام. هذه التخيلات ليست مجرد أوهام عابرة، بل انعكاس طبيعي لحالتها النفسية والجسدية. ومن أبرز ما ترصده التجربة الإنسانية للنساء الحوامل:

  1. الخوف من بقاء آثار الحمل: تتصور الحامل أحيانًا أن الكلف أو الوزن الزائد سيلازمها إلى الأبد.
  2. شرب الماء المثلج باستمرار: عطشها الدائم يجعلها تتخيل الماء شديد البرودة وكأنه العلاج الأمثل.
  3. رغبة لا تنتهي في تناول الآيس كريم: صيفًا كان أم شتاءً، يبقى الآيس كريم حاضرًا في مخيلتها.
  4. الهروب من كل شيء: حتى من أقرب الناس إليها، كزوجها، بحثًا عن لحظات عزلة.
  5. العيش كملكة النحل: حيث ترى في خيالها أن الزوج يمنحها الطاعة الكاملة.
  6. منزل مرتب ونظيف دائمًا: انعكاس لشعورها بالعجز عن القيام بأعباء المنزل بنفسها.
  7. رغبة مفرطة في الرومانسية: الحساسية العاطفية تزداد بشكل لافت خلال الحمل.
  8. الهجرة إلى بلد بارد: نتيجة الإحساس الدائم بحرارة الجسم وضيق التنفس.
  9. الخوف من سوء نهاية الحمل: هاجس يرافقها كلما اقترب موعد الولادة.
  10. الحزن على مصير ملابسها القديمة: قطعة قماش صغيرة قد تحمل ذكرى عاطفية كبيرة.
  11. تخيل جمال المولود: صورة وردية لطفل مثالي الجمال تسكن أحلامها.

بين العلم والإنسانية

هذه التخيلات، كما يوضح خبراء علم النفس، ليست بالضرورة علامات على مرض أو اضطراب، بل قد تكون آلية دفاعية طبيعية يمزج فيها العقل بين الواقع والخيال للتخفيف من التوتر والضغط النفسي. فالمخيلة تمنح المرأة الحامل مساحة من الحرية وسط قيود الجسد والتحولات الهرمونية.

خاتمة

إن قراءة هذه الظاهرة من منظور علمي وإنساني معًا يجعلنا أكثر تفهمًا لعالم المرأة الحامل، ذلك العالم الغني بالتفاصيل الدقيقة، التي قد تبدو بسيطة للآخرين لكنها تعني الكثير لصاحبتها. التخيلات ليست ضعفًا، بل قد تكون جسرًا نفسيًا يحمي الحامل من الوقوع في اضطرابات أعمق. وهنا تكمن أهمية وعي الأسرة والمحيط بضرورة منحها الدعم النفسي والاحتواء العاطفي، حتى تعبر هذه الرحلة بسلام، وتبدأ رحلة جديدة مع مولودها المرتقب.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

أخبار عاجلة