عصام البوهلالة
ان يوم 1990/8/2 محطة تاريخية مهمة في حياة الشعبين العراقي والكويتي وكذلك الشعب العربي عموماً .
كانت تلك أياما مريرة عصفت بحياتنا ، كان الأجدر بجميع الأطراف الاستفادة من دروسها ، والظروف التي مرت بها المنطقة ، واستنباط الدروس والعبر مما خلفته المشاحنات والحرب من دمار وخراب ونزيف من الدماء والأموال مازالت آثارها مستمرة ، ونعيش مأساتها منذ 35 عاماً ولغاية الآن ، نتيجة السياسات الخاطئة لتلك الأنظمة التي حكمت في المرحلة الماضية .
إن العراق حكومة وشعباً أصلحوا أمرهم ، وأصدقوا في نواياهم ببناء علاقات إيجابية مع دول الجوار ، رغم الخسائر التي لم تعوض والجراح التي لم تندمل ، لكن يبدو أن الكثير من الأنظمة الأخرى وشعوبها لم يستوعبوا ما حصل وما زالوا مصرين على المضي بالحقد وإرهاصات الماضي وأخذ الثأر بطرق الخراب ، وإعادة جر المنطقة من جديد للتوتر والصراع ، وفي مقدمة هذه الحكومات {مشيخة الكويت}التي مازالت مستمرة في إرتكاب الأعمال التخريبية بالعراق ، مرة في التمدد داخل الحدود العراقية وأخرى بناء موانئ معرقلة للموانئ العراقية ، وأخرى سحب النفط بطريقة لصوصية مائلة من حقول عراقية محاذية للحدود الكويتية ، والأخرى بالاستحواذ على حقل النواخذة العراقي ، ودعم مجموعات إنفصالية في مناطق متفرقة ، وشراء ذمم عدد من المسؤولين العراقيين بهدف زعزعة أمن واستقرار العراق ودفعه للتقسيم ، وآخرها الضغط والمطالبة بتغيير خارطة العراق الجغرافية والاستيلاء على ميناء خور عبد الله العراقي لحرمان العراق من موقعه البحري على الخليج مستغلة ضعف الحكومة المركزية وتشظي القرار السياسي في بغداد بسبب تعدد الأجندات الخارجية المطروحة في العراق .
إن العبرة في التعلم من دروس الماضي لتجنب الاخطاء وليس في التمادي بها .. الأنظمة تزول والشعوب باقية ، وبلاد ما بين النهرين هي أولى البلدان التي عرفها الكون منذ الخليقة ، وهذه البلاد تمكنت من بناءً مجتمعها وتنظيم أول جيش في تاريخ البشرية .
إن معاداتهم (الشعب العراقي) خطأ لا يغتفر لاي شعب أو نظام .
لذا نوجه النصح [لمشيخة الكويت] أن تعي حجمها الحقيقي وتعي ما تقوم به من أعمال عدوانية .
إن عودة العراق الى وضعه الطبيعي والدفاع عن شعبه لن تبقي الكويت ومشايخ التآمر الاخرى في الخليج يوماً آخر إلا وقد شطبت من الخارطة السياسية ، لقد نصحنا «مشيخة الكويت» عندما كنا في صفوف المعارضة سابقا ، وطالبناهم بتصحيح سياستهم وبناء علاقة إيجابية مع الشعب العراقي ، ليكونوا شركاء في الإعمار لا أعداء ومخربين ، فبلاد مثل العراق « يكسب وده لا يعمل ضده » وأعدنا النصيحة عليهم قبل أكثر من سنتين ونعيدها اليوم من جديد .
(اللهم اني بلغت .. اللهم فاشهد)
الأمين العام للتحالف الوطني لعشائر العراق
السبت 2025/5/3
