الحملات الانتخابية تقترب.. هل أفَل زمن البطانيات والصوبات؟

وكالة الصحافة العراقية23 أبريل 2025Last Update :
وكالة الصحافة العراقية


احمد العيسى /الصحافة العراقية
مع اقتراب موعد الحملات الانتخابية في البلاد، يعود المشهد السياسي إلى الواجهة، محمّلاً بالأسئلة القديمة بروح جديدة: هل سيستمر المرشحون في تكرار الأساليب المتهالكة، أم أننا على أعتاب تحوّل حقيقي في طريقة مخاطبة الناخبين؟

لطالما اعتمد المرشحون على أساليب موروثة من حقب الاضطراب: بطانيات ، صوبات نفطية توضع على عجل، وعود بالتعيينات توزع في كل شارع، ولائم تملأ بطون الفقراء ولا تشبع جوع الوطن. أما الخطاب، فكان يتزين بشعارات رنانة لا يصدّقها حتى قائلها، واستعطاف ديني ومذهبي وقَبلي يكاد لا يخطئ هدفه، لكنه يخطيء الوطن.

كل تلك الأساليب، على كثرتها، لم تُنتج سوى دورة مفرغة من الوعود المنسية. الأيتام الذين التُقطت لهم الصور مع “مرشح الرحمة” لا يزالون أيتامًا، والعاطلون عن العمل لا يزالون ينتظرون التعيين الموعود، والبطانيات قد بَلِيَت، لكن الفقر لم يَبْلُ.

اليوم، الزمن تغيّر، والوعي الشعبي أيضاً.

الناخب لم يعد كما كان. إنه شاب متصل بالعالم، يتابع، يقرأ، يقارن، ويفضح. لم تعد الهدية الانتخابية تسحره، بل بات يسأل عن البرنامج، ويتتبع سجل المرشح، ويتفحّص إنجازاته لا أقواله.

فما هي الأدوات الجديدة؟

المنصات الرقمية أصبحت واجهة الخطاب الحقيقي. لم تعد فقط أداة دعاية، بل مساحة للمساءلة والمناقشة وتبادل الآراء.

الشفافية في البرامج: الناخب اليوم يريد أرقامًا لا أحلامًا. يسأل: كم ستكلف وعودك؟ من أين التمويل؟ وما الجدول الزمني؟

الاقتراب من قضايا المجتمع الحقيقية: البطالة، البيئة، التعليم، البنية التحتية.. لا يكفي أن تُذكر، بل يجب أن تُشرح بحلول قابلة للتنفيذ.

الاستقلال عن الاصطفافات الطائفية: الناخب العراقي، خصوصًا من فئة الشباب، بدأ يرى الطائفية عبئًا لا ضمانة، والولاء للمذهب أو العشيرة لم يعد كافيًا ليكسب الصوت.

قد لا تكون الطريق سهلة، فمراكز القوى ما زالت حاضرة، والمال السياسي لم يغادر الساحة، لكن الأرض بدأت تتحرك. الصوت العراقي بدأ يستفيق من سباته الطويل، وها هو يقول بصوت خافت لكنه حاد: كفى.

فهل يسمع المرشحون هذا الصوت؟ أم أن البطانيات ستعود مرة أخرى… فقط بلون جديد؟

المقطع من برنامج تلفزيوني عرض على اخى شاشات التلفزيون

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

أخبار عاجلة