
بقلم: احمد العيسى
في مدينة اعتادت أن تُصدّر القامات الثقافية والعلمية والإعلامية، وتحتفظ بتاريخ مشرف من الإبداع والتميّز، سُجّل اسم جديد على لائحة الفخر النجفية، حين تم تكريم المصور الصحفي الرياضي سيف كريم من قِبل إحدى أبرز المؤسسات الإعلامية العراقية، بلقب “أفضل مصور رياضي لعام 2024″، تقديرًا لما قدمه من جهد استثنائي وعدسة احترافية التقطت لحظات كانت أكبر من مجرد صور… كانت تاريخًا حيًا على الورق.
لم يكن هذا التكريم مجرد درع يُمنَح أو شهادة تُعلّق على جدار، بل هو اعتراف صادق بكفاءة موهبة نجفية صنعت فرقًا في ميدان الإعلام الرياضي، وسط زحام عدسات كثيرة، لكن قليلة هي التي ترى بصدق وتوثّق بشغف، كما فعلت عدسة سيف.
سيف كريم، الشاب الذي بدأ رحلته من ملاعب النجف الشعبية، حاملاً كاميرته بحب، ومؤمنًا بأن كل لحظة رياضية تستحق أن تُحفظ، لم يكن مجرد ناقل للصورة، بل كان جزءًا من نبض الحدث، يلتقط الانتصار والانكسار، الفرح والانفعال، بلغة بصرية تُجيد الكلام.
تكريمه جاء ليؤكد أن النجف لا تزال منجمًا للطاقات، ومدرسة تُخرج كل عام أسماءً تضع بصمتها في مختلف الميادين. وها هو ابنها سيف كريم، يرفع رايتها في فضاء الإعلام الرياضي، ويُثبت أن الموهبة عندما تُدعم بالإصرار، تتحول إلى إنجاز يستحق التصفيق.
وفي كلمته بعد التكريم، قال سيف بتواضعه المعروف:
“هذا اللقب ليس لي وحدي، بل لكل مصور في النجف… لكل من حمل الكاميرا يومًا وسعى لإيصال الحقيقة بصورة نقية. هذا التكريم أهديه لأبناء مدينتي، ولزملائي المصورين الذين كانوا دومًا مصدر إلهامي.”
هكذا تحدث سيف، فكان كما عهدناه دائمًا، ابن النجف البار، المتواضع في مجده، الوفي لأرضه، والملتزم برسالة الصورة كوسيلة لبناء الوعي وتخليد اللحظة.
تحية لسيف كريم، وتحية لكل مصور صحفي يُؤمن أن العدسة ليست مجرد أداة، بل عين تنقل الحقيقة، ورسالة تبني الأثر.
