“الشاي المغشوش”.. سمّ بطيء يهدد الكلى: الصبغات الصناعية في استكان الجاي اليومي

وكالة الصحافة العراقية11 مايو 2025Last Update :
“الشاي المغشوش”.. سمّ بطيء يهدد الكلى: الصبغات الصناعية في استكان الجاي اليومي


وكالة الصحافة العراقية /احمد العيسى
في مشهد صادم، وثّق فيديو متداول على نطاق واسع كيف يتحول الشاي المعبأ في عبوات تجارية إلى سواد داكن فور ملامسة الماء، في مشهد لا يعكس فقط جودة رديئة، بل يشير إلى استخدام صبغات صناعية قاتلة. هذه الممارسة التي يلجأ إليها بعض التجار بهدف تحسين لون الشاي وإيهام المستهلك بجودته، تحمل في طياتها تهديداً خفياً للصحة العامة، وأبرزها الفشل الكلوي.

صبغة أرخص من الشاي.. وأخطر من السم
وفقاً لخبراء مختبرات الأغذية، فإن بعض أنواع الشاي المعبأ والمطروح في الأسواق الشعبية يُضاف إليها مركّب كيميائي يُعرف بصبغة “العبي”، وهي مادة ملونة سوداء تُستخدم في الأصل لأغراض صناعية وليست للاستهلاك البشري. هذه المادة عند استهلاكها على المدى الطويل قد تسبب تراكم السموم في الجسم، وتحديداً في الكليتين، ما يسرّع من تدمير الخلايا الكلوية ويزيد احتمالات الإصابة بالفشل الكلوي المزمن.

خبراء يحذرون: “قنابل سامة تُباع في السوق”
يقول أحد الأطباء عبر حسابه في التواصل الاجتماعي ، اختصاصي أمراض الكلى: “نلاحظ ارتفاعاً متسارعاً في حالات الفشل الكلوي غير المبررة، وعند التدقيق في أنماط الحياة الغذائية للمرضى، نجد كثيراً منهم يستهلكون شايًا من مصادر مجهولة أو رخيصة الثمن”. وأضاف أن “المواد الملونة مثل هذه الصبغات الصناعية غير القابلة للتحلل قد تسد الأنابيب الكلوية وتتسبب بأضرار غير قابلة للعلاج”.

غياب الرقابة.. والمستهلك هو الضحية
التحقيقات الميدانية تشير إلى أن بعض الشاي المغشوش يُباع بكثافة في الأسواق المحلية دون رقابة كافية من الجهات الصحية، فيما يفتقر المستهلك للوعي الكافي حول سبل التمييز بين الشاي الطبيعي والمغشوش. هذه الفجوة في الرقابة والوعي تتيح المجال لتجار الغش بالتلاعب بصحة الناس مقابل حفنة من الأرباح.

كيف تميز الشاي المغشوش؟

يتحول لونه إلى الأسود الداكن خلال ثوانٍ بمجرد ملامسته للماء البارد – يترك أثراً صبغياً قوياً على الأواني رائحته تكون نفاذة وأقرب للمركبات الصناعية. لا يترك رواسب طبيعية كما في الشاي الأصلي.في الختام، يبدو أن استكان  الشاي، الذي طالما ارتبط بالطمأنينة والضيافة، أصبح بحاجة إلى يقظة ووعي. وبينما تستمر الجهات الصحية في تعقب المروجين لهذا السم البطيء، تظل مسؤولية المستهلك الأولى في اختيار منتجات ذات مصدر موثوق، لأن “الغلطة” هذه المرة قد لا تُغتفر.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

أخبار عاجلة