في الذكرى السابعة لرحيله: حيدر كشكول… عامود الصحافة النجفية الذي لم ينحنِ حتى بعد الغياب

وكالة الصحافة العراقية10 يونيو 2025Last Update :
في الذكرى السابعة لرحيله: حيدر كشكول… عامود الصحافة النجفية الذي لم ينحنِ حتى بعد الغياب

الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون
في الذكرى السابعة لرحيله: حيدر كشكول… عامود الصحافة النجفية الذي لم ينحنِ حتى بعد الغياب

بقلم /د. احمد العيسى
سبعُ سنوات مرّت، ولا تزال صورة الأستاذ حيدر كشكول ماثلة في أروقة الصحافة النجفية، كما لو أن قلمه لم يُغمد، وصوته لم يغادر الميدان. سبعُ سنوات على رحيل رجل لم يكن مجرد صحفي، بل كان مدرسة في الأخلاق والموقف والانتماء.

في مثل هذه الأيام من عام مضى، طوى الموت صفحة من أنبل صفحات الإعلام النجفي، لكنه لم يُغلق الكتاب. فالتاريخ لا ينسى الذين عاشوا له، والذاكرة لا تمحو من سكن فيها بالصدق والوفاء.

رحل حيدر كشكول، وترك خلفه سيرة لا تشيخ، أرشيفًا من النزاهة، وصوتًا كان إذا كتب، قرأت النجف ما وراء السطور، وإذا تحدّث، أصغت له الضمائر قبل الآذان.

لقد كان حيدر كشكول أكثر من مجرد اسم في ترويسة صحيفة، أو توقيع في نهاية مقال، كان بوصلةً لمهنةٍ تفقد أحيانًا اتجاهها وسط ضجيج المصالح، وكان مثالًا للصحفي الذي يحمل همّ مجتمعه لا عنوان وظيفته. عرفه زملاؤه ثابتًا على المبادئ، ومحبًّا للنجف كما تُحب الروح الجسد.

في ذكرى رحيله السابعة، نستعيد تلك الجلسات الصحفية التي كانت تبدأ بسؤال صعب وتنتهي بنقاش أعمق، نستعيد كلماته التي كانت لا تُجامل، ولا تُجاملها الحقائق. نستعيد وجهه حين كان يُمسك الصحيفة كما يُمسك أحدنا مصحفًا، بتوقير ومسؤولية.

قال تعالى: “الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون”. نعم، هو قدرنا أن نفتقد الكبار، لكننا نُسلِّم بما اختاره الله، ونتشبث بما تركوه من أثر، لأن أثر الكبار لا يزول… بل يُضيء الطريق لمن بعدهم.

رحم الله الأستاذ حيدر كشكول، وأسكنه فسيح جناته.
ورحم الله من يقرأ له سورة الفاتحة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

أخبار عاجلة