بقلم: حنان الصحاف
في زوايا الحياة، حيث تنسج العلاقات وتتشكل القيم، تقف المرأة شامخة كأعمدة البيت، تؤسس وتربي، تغرس وتبني، ليس فقط أسرة بل مجتمعاً بأكمله. إن دور المرأة في بناء الأسرة لا يُقاس بالكلمات، بل يُقاس بالأجيال التي تنهض، وبالرجال الذين تشكلهم، وبالقيم التي تُزرع في القلوب.
المرأة ليست نصف المجتمع كما يردد البعض، بل هي روحه وقلبه وضميره. فهي الأم التي تحتضن الطفل منذ اللحظة الأولى، وتغرس فيه معاني الحب والانتماء. وهي الزوجة التي تساند وتشارك، وتبني مع شريكها لبنات الاستقرار. وهي الابنة التي تضيء البيوت ببهجتها وطموحها.
ليس غريباً أن نجد في كل إنسان ناجح أثراً لامرأة عظيمة كانت وراءه. فالتأثير الذي تتركه المرأة في تشكيل شخصية الآخر، سواء أكان طفلاً، شريك حياة، أو حتى فرداً في المجتمع، هو تأثير عميق ومستمر. إن كلماتها، مواقفها، وحكمتها، تشكل هوية من حولها وتساهم في رسم ملامح المستقبل.
في زمن تتسارع فيه التغيرات وتتشابك التحديات، يظل حضور المرأة الفاعل أساسياً للحفاظ على التوازن داخل الأسرة. فهي من تحفظ الموروث وتعلم الأبناء، وهي من تزرع الصبر في لحظات الشدة، وتنسج من الألم أملاً جديداً.
ولا يخفى أن تمكين المرأة في المجتمع، ليس ترفاً ولا شعاراً، بل هو استثمار في نهضة أمة. فكل امرأة واعية، مثقفة، مستقلة، هي لبنة صلبة في جدار الوطن. وكل أسرة متماسكة تقف خلفها امرأة قوية أدركت دورها، ولم تتنازل عن رسالتها.
إن بناء الإنسان لا يبدأ في المدرسة، بل في حضن امرأة. وهناك، بين ذراعيها، يُصاغ ضمير الأمة ويولد جيل المستقبل.

